وزارة الداخلية – معضلة التعيين وآبعاد التكليف – عمار العركى

وزارة الداخلية ، أكثر الوزارات تضرراً وخسائراً ودفعاً للأثمان من قبل “عنان” والذى سيستمر الى ما بعد “خالد حسان” طالما ظلت حقيبتها بالتكليف وبصحبة راكب.
طيلة سنين “الحرب الباردة” التى إستمرت اربعة سنوات ما بين عجاف وأُخر لا تُسمن ولا تُغنى ، حيث ظلت الوزارة “أسيرة ورهينة” لهذه.الحرب بدءا من حقبة صراع “المكونيين” الذى تحور الى “تشاكس الشركيين” ، الذى اوصلنا الى محطة 25 أكتوبر حينها تهللت “أسارير ” الوزارة بُقرب العتق ونيلها حريتها “بالتعيين والأصالة” ، لكنها لا زالت تخضع لتعقيدات وحسابات معضلة “التعيين” وتردح تحت عذابات ووطأة “التكليف”.
واصلت الوزارة صمودها فى دفع الفواتير والأثمان لتكلفة الحرب الباردة بين برهان يعمل “بالإبرة” و حميدتى يعمل “بالأجرة”، فلم تسطيع الإبرة رتقع الفتق ، ولم يتمكن المتمرد حميدتى من “تأجيرها وتجييرها”، فباتت الوزارة كمنزل الورثة المتنازع عليه ” على الشيوع” و”تكليف” حارس قاضي لحين الفصل.
الآن ، وقد حدث الفصل ، ولاحت بشائر النصر القادم بعد الردع الحاسم ، من خلال صدور حزمة من قرارات وتشكيل لجان وإتخاذ إجراءات وإستحدثت مهام وتكاليف لمجابهة آثار وتبعات الحرب ، “فتهللت أسارير” الوزارة مرة أُخرى ،ظناً آلا تُلدغ من حُجر التكليف مرتان ، وخاب ظنها ، فحيث ما كان ويكون يُدركها التكليف.
الداخلية وزارة بحجم برلمان، تتطلب تعيين وزير متفرغ ” كارب ومالى يمينو وقاشو” على أن يستعين بكل خبرات الوزراء السابقين بالوزارة ، وأفذاذ ضباط الشرطة المعاشيين سِناً والمبعدين ظُلماً مع منح صلاحيات كافية و “فك اللجام”، عسى ولعل بعد كل هذا يتم تدارك الوضع وإنقاذ ما يمكن إنقاذه .
قبول الدكتور الفريق “خالد حسان” بـ “تكليف التكليف” فى هذا الظرف بتحدياته الماثلة لن يستطيع العمل إلا ” قدرو قدرو” ، وأى محاولة منه لتعدى حدود التكليف الضيقة الى مناطق التعيين الرحبة تُعد مجازفة ومغامرة إنتحارية ستُسارع بذهابه كذهاب سلفه ، وفسح المجال لمُكلف جديد.
خلاصة القول ومنتهاه: –
– ستظل الداخلية اسيرة ورهينة “لتعقيدات وموانع” التعيين ، لا نعلمها ، يعلمها الله وجهة التكليف ، وليس بأيدينا الا الدعاء بإزالة تلك “الموانع” وأن يُقيض الله للداخلية وزير “مُعين” بقدر التحدىات و التهديدات الداخلية الماثلة ،
– قولوا آمين.