أعمدة الرأي

أوراق نفسية – وصيتي للأحبة تسامحوا (جينا طالبين السماح) – د. بشير الياس

اعمدة الرأي

يتميز الناجحون بحالة عامة من السلام النفسي الداخلي تمنحهم قدرة على التعايش في الحياة بإسترخاء ذهني وجسدي متوازن..
والنجاح في الحياة مفهوم واسع وممتد لايقتصر على تحقيق المكاسب المادية. فالنجاح قيمة إنسانية يتجلى جوهرها في تلك الشخصية التي تعيش الحياة بسمات تدبر بها ذاتها في انفعالاتها وأفكارها وكذلك سلوكها.

وقد أشرنا كثيرا إلى أن من بين أهم معوقات النجاح هو تضخيم مشاعر الكراهية والرغبة في الانتقام والانشغال بالإساءة وردها.

وفي رؤيتي النفسية أن الإقتدار النفسي بإختصار هو قدرة الفرد على التعايش بسلام مع الذات أولا ثم مع الجماعة التي يتعامل معها.

إن التعايش بسلام هو القدرة على التسامح. تلك القدرة التي تنمو وتكبر ويعظم شأنها من خلال التربية الأخلاقية للفرد والتي تتزامن مع تأهيله النفسي والاجتماعي..

والتسامح عملية نفسية إرادية يحسن الفرد من خلالها إنفعالاته السلبية. لتصبح موجهة ومنظمة وثابتة وايجابية وبالتالي يتم من خلال التسامح إستبدال الأفكار السلبية والتشاؤمية والأفكار الباعثة على الانتقام إلى أفكار قادرة على تفسير الأزمات تفسيرا منهجيا يبعث الرضا والطمأنينة والثقة في النفس والآخرين.

للمتسامح قدرة هائلة على إدارة الانفعالات العابرة والتشجنات الناتجة عن الخلافات الاجتماعية.. ذلك لأن شخصيته تنتصر للحق دائما ولاتنشغل بالإنتصار للذات.. وهي تنظر للعلاقات الاجتماعية على أنها ساحة للتعارف والنقاش والحوار..

إن حقيقة التسامح لا تأتي من ضعف القدرة على المواجهة أو عدم القدرة على المطالبة بالحقوق الشخصية.. وإنما تأتي من القوة على فعل ذلك كله والإقتدار على انتقاء الأسلوب الأمثل والمتجرد من الذاتية الانفعالية..

على هذا يصبح التسامح مهارة تعكس مدى التوافق النفسي والاجتماعي والقدرة على التحكم والمهادنة والتوفيق بين مختلف وجهات النظر…

إن الشخصية غير المتسامحة هي شخصية تعاني من الاغتراب وسط مجتمع متفاعل مركب ومتغير.. وتعاني في داخلها من نقص وإحباط وإنخفاض حماس للحياة عموما .

في شهر الخير رمضان المعظم شعارنا ( سامحونا جينا طالبين السماح)


إضغط هنا للإنضمام لمجموعات نبض السودان على واتساب

إقراء أيضاً:

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى